كورة لايف المشجع القدساوي منصور القحطاني: لعبنا للقادسية بـ”صحن فول”

بعض الأسماء لا تختزل في جيل وتنسى في الأجيال المتعاقبة، فطيفها يحوم ويرفرف في الزمان والمكان، الحديث معها يعيدك للزمن الجميل، زمن التألق القدساوي، وأهل الخبر الطيبين.. زمن البطولات والهواة قبل أن نصل لعالم الاحتراف عالم المال والأعمال والصفقات المليوينة.

فللماضي سحر لا يقاوم، وهيبة لا يمحوها الحاضر ولاالمستقبل.

أحد من هذه الأسماء المشجع القدساوي المعروف منصور القحطاني ” أبو حميدي”، فخلال لقائنا معه أخذنا بجولة تاريخية خاصة في الخبر ونادي القادسية، فهو ملم بالتاريخ القدساوي منذ ما يقارب الستون عاما، تحدث بتلقائيته المعروفة كيف كانت حواري الخبر وكيف يتجمع ساكنيها، كل يسأل عن الآخر عندما يغيب، حتى في الكرة “كانوا يلعبون ببلاش” يحبون اللعب، يشترون ملابسهم من فلوسهم الخاصة مع أن الظروف في ذلك الوقت صعبة..

البداية ..

بدأت كمشجع قدساوي في العام 1967 ، منذ أن كان عمري سبع سنوات بحكم قرب منزلنا من ملعب يعقوب وكنا نحضر المباريات، بعدها التحقت بالفئات السنية للقادسية لكني لم أستمر كلاعب، بسبب التحاقي بالعمل في شركة أرامكو ، والتزامنا بالدوامات.

وحضرت القرعة لاختيار اسم النادي ، وبعد ما تركت العمل بأرامكو رجعت للنادي وبدأت العمل في الألعاب المخلتفة منها السلة ومنها الطائرة وألعاب القوى ، وكل الألعاب مريت عليها ، وكان يدعمني في فريق السلة أخي الأكبر أحمد القرون ، لكن الدعم الكبير كان من أحمد الزامل هو من منحني الفرصة للعمل وكان يثق فينا كثيرا، وخدمت الألعاب المختلفة في القادسية تقريباً قرابة الثمانين عاما، حيث شغلت جميع المناصب في الالعاب المختلفة ، في فرق الناشئين والشباب ومساعد في الفريق الأولى.

عشق من الطفولة ..

القادسية بالنسبة لي عشق كبير بدأ من المدرج كمشجع في مقتبل العمر، وبعدما انتهيت من خدمة النادي في كافة المناصب الإدارية عدت للمدرج مرة ثانية كمشجع ، وإذا طلب مني خدمة القادسية فلن أتردد في أي وقت وبدون مقابل .

لي مواقف كثيرة مع القادسية لا أستطيع أن أنساها سواء كإداري بالنادي ، أو كمشجع لكن المناسبة الكبرى لنا كقدساويين والتي ستظل عالقة في الأذهان هي الحصول على كأس ولي العهد .

حيث استمرت الاحتفالات القدساوية بعد المباراة ولم نستطع الوصول للنادي من مطار الظهران القديم إلا بعد 5 ساعات وأكتظت الشوارع بالجماهير ، فالقادسية يملك جمهور كبير، لكن النتائج لم تخدمه، وإذا عادت النتائج سترى الجماهير القدساوية في المدرجات .

فرحة لا توصف..

فرحة الخبر لا توصف بفوز القادسية بكأس ولي العهد وأحمد الزامل استقبل اللاعبين بالنادي واستمرت الاحتفالات لفترة طويلة، وكذلك كأس آسيا نفس الاحتفالات .

نهائي كأس آسيا كان في ملعب الراكة والمباراة النهائية كانت مع العربي القطري وكان يضم 90 بالمئة من لاعبي المنتخب القطري في العام 1992م، وتعادلنا معهم 1-1 في الدوحة ، وفزنا في الإياب بنتيجة 1-0 بهدف كارلوس .

صدمة الهبوط..

في العام 1418 هـ كان بمثابة الصدمة الكبير لنا كقدساويين حيث هبط الفريق للدرجة الأولى ، فشخصيا لم استطع النوم حيث كان هذا أول هبوط للنادي للدرجة الأولى، وابتعدوا كثيرا ومعظم اللاعبين غادروا الفريق ولم يكن لدينا لاعبين نتند عليهم في الدرجة الأولى .

بعدها عكف احمد القرون على الفريق الأول وتعاقد مع مدرب معروف لا تتوقع ان قيمة التعاقد وقتها كانت 6 الاف دولار بدون عقد وبدأنا نشتغل واقترب الفريق من الصعود وصعدنا في الوقت الحالي ، وبعد الصعود كان للمدرب بعض الطلبات لم يكن بالإمكان توفيرها ، فكان الهبوط السريع للدرجة الأولى مرة ثانية ، لكن الفريق كان يملك الأساس القوي وصعد بشكل سريع هذه المرة، وهذا الفريق وصل لنهائي كأس ولي العهد ونافس بشراسة على لقب الدوري لولا بعض أخطاء المدرب لكان لعبنا نهائي الدوري ، وهذا الكلام كان في موسم 2003 .

ولاء وانتماء..

اتذكر مشجعي القادسية من كبار السن وعلى رأسهم العم راشد عبدالله الدوسري الملقب بأبو جورج ، وهذا معلم الأجيال كلها في القادسية وتعلمنا منه الولاء والانتماء وهو من سجلنا في النادي ، ولن تصدق قيمة التعاقد معنا ، فلم يكن لنا مطالب وقتها فكان يعزمنا على ” صحن فول” في الحراج بوجود لاعبين آخرين كانوا نفس الشيء لعبوا بدون مقابل مادي بسبب ولاءهم وانتماءهم للكيان القدساوي .

وهناك أيضا ضرمان الخالدي ويوسف الحماد ، وأسعد وأبو سمير وفاروق – رحمهم الله – وأسماء كثيرة لا يمكن نسيانها .

رسالتي للاعبين والإدارة هو العمل باحترافية وفكر إداري عالي والاستعانة بالخبرة ليس في كرة القدم فقط ولكن في جميع الألعاب بالنادي ، ونتمنى الصعود هذا الموسم ، والألعاب المختلفة تحتاج لفكر إداري مختلف لان النتائج لا تأتي في يوم وليلة وأقل شيء تحتاج لعامين حتى تحقق النتائج المرجوة إذا كان العمل مرتب من الألف إلى الياء.